اضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطب هو حالة صحية عقلية والتي تشمل تبدلات شديدة في المزاج ومستويات الحركة والنشاط. هي حالة معقدة لكنها غالبا ما تستجيب جيدا للعلاج.
 |
| ثنائي القطب وتقلبات المزاج |
إذا كنت مصابا باضطراب ثنائي القطب، فأعلم أنك لست وحيدا. إذ يوجد حشدٌ ضخمٌ من الناس الذين يتعايشون مع مرض ثنائي القطب، كلٌ منهم بتجربته الفريدة.
في الحيقية، أصدر المعهد الوطني للأمراض العقلية تقريره بأن حوالي 4.4% من البالغين القاطنين في الولايات المتحدة سيصابون بمرض ثنائي القطب في مرحلة ما من حياتهم.
يستمر الخبراء بالبحث و التطوير طوال الوقت لعلاج اضطراب ثنائي القطب. يستطيع الأشخاص المصابين السيطرة على الأعراض جيدا وعيش حياة صحية ومرضية من خلال العلاج المناسب وطرائق التعايش مع هذا الاضطراب.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
هي حالية صحية عقلية يتبدل فيها المزاج بشكل حاد. ربما تجد نفسك بطاقة إيجابية كبيرة كالهوس(أو هوس خفيف)، أو طاقة سلبية جدا كالاكتئاب، أو كليهما معا.
عادة ما يسمى اضطراب ثنائي القطب ب"اكتئاب الهوس"(manic depression)، لكن لم يعد الطاقم الطبي يستعمل هذا المصطلح.
كل شخص لديه تجربته الفريدة مع هذا الاضطراب. بالنسبة للبعض، قد تستمر النوبات أو الفترات المزاجية لعدة ساعات أو أيام. وبالنسبة لغيرهم، قد تستمر لأسابيع أو أشهر.
يمكن لحدث أو تجربة ما أن تثير نوبة مزاجية. وهذه المحفزات أو المثيرات تشمل كلا من التوتر، واضطرابات النوم، وتعاطي الكحول والمخدرات.
تستجيب جميع أنواع ثنائي القطب جيدا للعلاج. يهدف العلاج لمساعدتك على السيطرة على الأعراض. قد يصف الطبيب الأدوية، و العلاج الفزيائي، و يعلمك بعض طرق المواجهة اليومية.
متوسط الأعمار التي يطور فيها الأشخاص اضطراب ثنائي القطب هو 25 سنة.
غالبا ما يساء فهم هذا المرض، إذ توجد العديد من الأساطير حوله. لحسن الحظ فإن الأمور تتغير.
يوجد الكثير من مجموعات الدعم والمساندة لمساعدة الناس على فهم وإدارة الحالة جيدا.
أنواع اضطراب ثنائي القطب
يوجد له ثلاث أنواع رئيسية:
اضطراب ثنائي القطب من النمط الأول
يشخص الأطباء هذا النمط بعد حالة هوس واحدة على الأقل. ينتاب العديد من المصابين باضطراب ثنائي القطب حالات الهوس الخفيف والأكتئاب.
اضظراب ثنائي القطب من النمط الثاني
يشخص الأطباء النمط الثاني من ثنائي القطب من خلال نوبة واحدة على الأقل من الاكتئاب ونوبة واحدة على الأقل من الهوس الخفيف.
اضطرابات المزاج الدورية
قد يخبرك الطبيب بهذا التشخيص إذا كنت تعاني من أعراض كأعراض ثنائي القطب لمدة عامين على الأقل، ولكن أعراض لا تطابق نفس معايير مرض ثنائي القطب.
قد يستعين الطبيب ببعض المحددات الأخرى المساعدة على وصف الأعراض. وهي:
- اضطراب ثنائي القطب مع ضائقة قلق
- اضطراب ثنائي القطب بسمات مختلطة ، حيث تظهر عليك أعراض الهوس والاكتئاب في نفس الوقت
- الاضطراب ثنائي القطب المصحوب بالدوران السريع ، حيث تصاب بأربع نوبات أو أكثر من الهوس أو الاكتئاب في عام واحد
عند الأطفال، فإن الاضطراب المكافئ لتشخيص ثنائي القطب هو اضطراب خلل في المزاج.
إذا شككت بأنك مصاب بثنائي القطب، فإن أفضل حل هو أن تتصل بمقدم الرعاية الصحية المختص لأجل تقديم المساعدة لك.
يوجد
اختبار لمرض ثنائي القطب (باللغة الإنجليزية) والذي سيساعدك في كشف أعراض الاضطراب، لكن ضع في حسبانك أن هذا ليس بديلا عن استشارة الأخصائي. بالإضافة لأنك قد تعاني من بعض الأعراض من فترة لأخرى دون إصابتك باضطراب ثنائي القطب أو حتى دون إصابتك بأي أمراض نفسية.
أعراض ثنائي القطب:
إذا كنت بالفعل مصابا بهدا الاضطراب فعليك معرفة الأعراض التي قد تتعرض لها بشكل جيد. تختلف الأعراض بين الأشخاص، كما أنها تختلف عند نفس الشخص بين النوبة والأخرى.
من المستحسن مراقبة أعراضك بمرور الوقت لتحديد أي نمط من التغيير في مزاجك. يعتبر الفهم الجيد لهذه التقلبات أول خطوة في تعلم التعامل مع هذه الأعراض.
في الولايات المتحدة ، يقوم أخصائيو الصحة العقلية بتشخيص اضطراب ثنائي القطب بناءً على الأعراض الموضحة في أحدث إصدار من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).
يتميز اضطراب ثنائي القطب بنوبات الهوس والهوس الخفيف وكذلك نوبات الاكتئاب. قد تعاني من واحدة أو اثنتين من هذه الحالات، أو ثلاثتها معاً، وذلك اعتمادا على النمط(النوع) و شدة الحالة لديك.
 |
| تغيرات المزاج خلال نوبات ثنائي القطب |
نوبات الهوس
خلال نوبة الهوس، قد تشعر وكأنك على قمة العالم. إنها تبدو وكأنك ستقوم أو تنجز أي شيء. وبالمقابل، قد تشعر بأنك سريع الانفعال، وخصوصا مع الناس الذين لا يشاركونك نفس الرأي.
مرورك بنوبة هوس واحدة كفيلة بإعطائك تشخيصا بثنائي القطب من النمط الأول.
نوبة الهوس عبارة عن فترة أسبوع أو أكثر ستمر خلالها بالتالي:
- ارتفاع احترام الذات أو مشاعر العظمة
- شعور بطاقة لا حدود لها
- السعادة الشديدة ، النشوة ، أو الانزعاج الشديد
- الأرق(الحاجة القليلة للنوم)
- الحديث السريع وبصوت عالٍ وفي بعض الأحيان غير منظم
- الأفكار المتسارعة والأفكار المتغيرة بسرعة
- الشعور أو الأحساس بأنه مشتت للغاية
- القيام بالكثير من الأنشطة في وقت واحد ، مثل القيام بمشاريع العمل ، وتنظيم الأحداث الاجتماعية ، أو القيام بحركات تبدو بلا هدف
- الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر ، مثل الإفراط في الإنفاق ، أو السلوك الجنسي المحفوف بالمخاطر ، أو الاستثمارات المالية المحفوفة بالمخاطر
بالنظر للتعريف فإن أعراض نوبة الهوس شديدة لدرجة أنها تؤثر على حياتك اليومية. قد تدفعك للقيام بأشياء لا تقوم بها عادة، وهذا ما سيلاحظه الأشخاص المقربون منك.
في بعض الحالات، قد تتطلب نوبة الهوس الذهاب إلى المستشفى للحفاظ على سلامتك.
الهوس الخفيف
تشمل نوبة الهوس الخفيف على أعراض مشابهة لنوبة الهوس. وحيث أن الأختلاف بين الأعراض هو أنها:
- أقل شدةً من نوبة الهوس
- أقل تأثيراً على حياتك اليومية
- لا تتطلب زيارة المستشفى
- تحدث لأربعة أيام متتالية على الأقل
إذا كنت مصابا بنوبة هوس خفيف فقط ولا تتعرض لنوبات الهوس ، فأنت مصاب بثنائي القطب من النمط الثاني على الأغلب.
نوبات الاكتئاب
يمر الأشخاص المصابين بنوبة الاكتئاب بما يلي:
- مكتئب المزاج، لدرجة الشعور بالحزن الشديد، أو اليأس، أو العجز.
- فقدان السعادة حتى من الأشياء التي تسعده.
- الشعور بانعدام القيمة، أو بالذنب المفرط.
- التعب أو نقص في الطاقة
- صعوبة في التفكير والتركيز
- زيادة أو نقصان في الوزن
- تغيرات في شهية الطعام
- التفكير بالانتحار أو الانتحار
لسوء الحظ فإن نوبات المزاج ستكون شديدة، إذا لم تتلقى العلاج. من المهم أن تتذكر بأن الأفكار الانتحارية ستزول، وأنك لست مضطرا للمرور بهذه التجربة لوحدك.
الأسباب
لا زال الأبحاث غير مؤكِدة عن أسباب ثنائي القطب، كما هو حال معظم الأمراض العقلية. من المحتمل أن تكون مزيجا معقدا من الجينات،وكيمياء الدماغ، وتجارب الحياة.
ينتشر مرض ثنائي القطب في العائلات. في الحقيقة، صرّحت جمعية الطب النفسي الأمريكية بأن 80% إلى 90% من المصابين باضطراب ثنائي القطب لديهم قريبٌ ما مصاب بالاكتئاب أو باضطراب ثنائي القطب نفسه.
من المحتمل أنت تلعب بنية دماغك وطريقة عمل الإشارات الكيميائية فيه (كالسيروتونين والدوبامين) دورا مهما.
أضهرت دراسة أخرى بأن صدمات الطفولة ذو تأثيرٍ كبير على الإصابة باضطراب ثنائي القطب وعلى شدتها. يقصد بالصدمات العنف الجنسي، أو الإهمال، أو أي صدمات أخرى.
التشخيص
بالتأكيد وكما هو معروف بالنسبة للأمراض العقلية، فالأفضل هو أن يترك وضع التشخيص لشخص خاضع لتدريب احترافي كالطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي السريري.
بينما يقدم طبيب الاسرة أو الممارس العام تشخيصا أوليا، فإطبيب الأمراض العقلية فقط من سيقدم التشخيص الأكيد لاضطراب ثنائي القطب.
العلاج
على الرغم من عدم تمكن الخبراء من كشف أسباب هذا المرض إلا أنهم طوّرو مجموعة فعالة للعلاج والتي ستساعد الأشخاص المصابين في السيطرة على نوبات المزاج.
يشمل العلاج على مزيجٍ من العلاج النفسي والأدوية.
قد تأخذ منك عملية إيجاد الكورس العلاجي المناسب بعض المحاولات وربما العثرات. لأن بعض الأدوية تعمل بشكل أفضل مع بعض الناس أكثر من غيرهم. وكذلك يتطلب الأمر من أسبوعين إلى شهر قبل البدأ بالشعور بالفوائد الكاملة للخطة العلاجية.
تختلف فعالية استراتيجيات المساعدة الذاتية لمرض ثنائي القطب بحسب الشخص وشدة الاضطراب لديه. يجد بعض الأشخاص فائدة في الانضمام لمجموعات الدعم، وقراءة الكتب التي تشرح استراتيجيات المساعدة الذاتية أو كتابة اليوميات.
يمكنك الكتابة على الورق أو على تطبيق المذكرة.
واحدة من اصعب التحديات في رحلة علاج مرض ثنائي القطب هو ايجاد الروتين العلاجي الافضل لك والحفاظ عليه طوال الوقت.
ان الشائع هو تناول الادوية لمدة طويلة من الحياة. لكنه سيشكل تحديا للاستمرار مع الادوية. وخصوصا بعد أن كان جلّ هؤلاء المرضى أصحاء طوال تلك السنين. وخاصة الأدوية تحت مسمى مثبتات المزاج. أو مضادات الاختلاج ومضادات الذهان غير التقليدية أو مضادات الاكتئاب.
لا تنسى أن تسأل الطبيب أو الصيدلاني عن الأعراض الجانبية للدواء الموصوف. وكذلك اسأله عما سيحصل إذا نسيت بضع جرعات. مثلاً (أيوجد اي اعراض انسحابية؟).
ما هو العلاج المناسب؟
بالإضافة للعلاج المناسب فإن نظرة الشخص للعلاج وإيمانه بالشفاء ذوا دورٍ هام في رحلة العلاج. ولا ننكر الدور الكبير للأدوية.
يأتي الليثيوم في مقدمة الأدوية الموصوفة لعلاج الاضطراب. وهذا بعد أن اثبت جدارته لعقود، بعد أن برهنت الأبحاث فعاليته التي وصلت لاستجابة 40%_50% من المصابين.
التعايش مع اضطراب ثنائي القطب
كما ذكرنا سابقا فإنك ستواجه عدّة تحديات. ولكن جهزنا لك أهم الطرائق الناجحة على المدى الطويل. للبقاء مستمرا في علاجك والحفاظ على مزاج متوازن.
- أحد الجوانب المهمة هو أن تتعلم كيفية بناء روتين. والبقاء مستمرا فيه، بغض النظر عن طبيعة هذا الروتين. ولكن ضع في حسبانك أن انقطاعك أو تغيير الروتين، سيحتم عليك المرور بنوبة هوس أو اكتئاب.
- لا تتوقف عن تناول مثبتات المزاج دون الرجوع للطبيب
- غالبا ما يتوقف الناس عن تناول العلاج للحد من الآثار الجانبية كزيادة الوزن. أو أنهم يريدون الإصابة بنوبة هوس فعلا بسبب المشاعر الإيجابية المرافقة.
- من المهم التحدث مع أشخاص مروا بتجارب مماثلة أو القراءة عن تجارب الأشخاص عبر الانترنت.
- ولا تنسى ابتكار بعض التقنيات أو استراتيجيات المساعدة الذاتية كجزء من خطة العلاج الشاملة(التجربة والملاحظة).
المصدر:
تعليقات
إرسال تعليق