الخرف الوعائي، الأعراض والأسباب والتشخيص والعلاج

 الخرف الوعائي:

الخرف الوعائي هو انخفاض في قدرات التفكير الناتج عن الانقطاع أو النقص في التروية الدموية وبالتالي حرمان مناطق دماغية متنوعة من الأكسجين والغِذاء.

معلومات عن الخرف الوعائي:

يسبب نقص التدفق الدموي ضرراً يصل لقتل الخلايا في أي مكان من الجسم، لكن الدماغ  سريع التخرّب.

ما هو الخرف الوعائي: الأسباب، الأعراض التشخيص والعلاج

في الخرف الوعائي، تحدث بعض التغيرات في التفكير فجأةً بعد السكتة الدماغية، والتي تسد الأوعية الدموية الرئيسية في الدماغ. قد تحدث بعض الصعوبات في التفكير المتزايدة تدريجيا بسبب عدة جلطات خفيفة أو بسبب أي حالة أخرى تؤثر على الأوعية الصغيرة، وهذا ما يؤدي لضرر واسع الانتشار.

يفضل عدد كبير من الخبراء مصطلح "ضعف الإدراك الوعائي" "VCI" أكثر من مصطلح "الخرف الوعائي"  لأنهم يشعرون بأنه يعبر عن المضمون بوضوح حيث يمكن للتغيرات في التفكير أن تتراوح بين الطفيفة والشديدة.

غالبا ما تترافق التغيرات الوعائية الدماغية مع تغيرات متعلقة بأنماط أخرى من الخرف، بما فيها ألزهايمر(ألزهايمر وليس زهايمر) والخرف المصحوب مع أجسام ليوي. وجدة عدة دراسات بأن التغيرات الوعائية  والاضطرابات الدماغية الأخرى تزيد من احتمالية التشخيص بأمراض الخرف.

تشترك أنواع الخرف في الأعراض التالية:

 قد تؤدي التغيرات الوعائية الدماغية التي تلعب دورا رئيسيا في التخزين واسترجاع المعلومات إلى فقدان ذاكرة مشابه لمرض ألزهايمر

حوالي 5% إلى 10% من المصابين بالخرف يعانون من الخرف الوعائي وحده. وهو أكثر شيوعا كجزء من خرف مشترك(مختلط). يؤمن معظم الخبراء بأن الخرف الوعائي يبقى ناقص التشخيص (أي أنه يشخص بشكل أقل مما هو موجود فعليا)  على الرغم من المعرفة بأنه مرضٌ شائع.

الأعراض:

تختلف تأثيرات الحالات الوعائية على قدرات التفكير بشكل كبير، اعتمادا على شدة الضرر الحاصل للوعاء الدموي والجزء الدماغي المتأثر. قد يكون فقدان الذاكرة عرضا هاما أو قد لا يكون وذلك بحسب المنطقة الدماغية التي حصل فيها الانسداد الوعائي. يسبب الضرر الوعائي الحاصل في أقسام الدماغ التي تلعب دورا رئيسيا في تخزين واستذكار المعلومات فقداناً للذاكرة مشابه لمرض ألزهايمر .

قد تكون الأعراض أوضح عند حدوثها بعد سكتة دماغية كبيرة. قد تتضمن التبدلات المفاجئة في التفكير والمعرفة لما بعد السكتة ما يلي:

• التشويش والحيرة
• الارتباك
• اضطراب في الكلام أو فهم الحديث
• الأعراض الجسدية للسكتة، كصداع مفاجئ.
• صعوبة المشي
• ضعف توازن
• خدر أو شلل في أحد جانبي الوجه.

أعراض الخرف الوعائي_صعوبة المشي و ضعف التوازن

قد تؤدي السكتات الدماغية الصغيرة المتعددة أو الحالات الأخرى التي تؤثر الأوعية الدموية والألياف العصبية العميقة داخل الدماغ إلى المزيد من التغير المتدرج في التفكير وتراكم الأضرار. تشمل العلامات الباكرة لأمراض الأوعية الصغيرة واسعة النطاق على ضعف التخطيط والحكم، الضحك والبكاء اللاإراديين، وانخفاض القدرة على الانتباه، وضعف الوظائف الاجتماعية، وصعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة.

التشخيص:

استخدمت الإرشادات التشخيصية للخرف الوعائي مجموعة من التعاريف والأساليب التشخيصية المتخلفة. 

أصدرت جمعية القلب الأمريكية بالتعاون مع الجمعية الأمريكية بيانا مشتركا يبين إسهام الأوعية الدموية في الضعف الإدراكي(MCI) والخرف. كما قد شاركت جمعية ألزهايمر في تطوير البيان والذي قد حصل على تأييد الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.

شملت أهداف البيان على توصيات الممارسة، وزيادة الوعي بأهمية عوامل الأوعية الدموية في التغيرات المعرفية، وزيادة تطابق التشخيص وتسريع البحث.

يشمل هذا البيان الصادر عام 2011 على:

• يتطلب تشخيص الخرف أو الضعف الإدراكي المعتدل تأكيدا من خلال اختبار للإدراك العصبي، ويحوي هذا الاختبار على عدة ساعات من الاختبارات الكتابية أو الحاسوبية والتي تزودنا بتقييم مفصّل عن مهارات التفكير المحددة مثل الحكم، التخطيط، حل المشاكل، والتفكير والذاكرة.

• وجود أدلة على تصوير الدماغ ، عادةً باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) ، تؤكد: سكتة دماغية حديثة، أو تغيرات دماغية وعائية تتوافق شدتها ونمط الأنسجة المصابة مع أنواع الضعف الموثقة في الاختبارات الإدراكية.

• عدم وجود دليل على اسهام العوامل الغير وعائية في التدهور المعرفي.

يفصِّل البيان اختلاف المعايير التي تشير لاحتمال_ليست احتمالية قوية_بأن التغيرات الإدراكية تتبع للعوامل الوعائية.

نظراً لأنه لا يتم الكشف عن الخرف الوعائي، ينصح الخبراء بالفحص الإدراكي(معرفي) لكل شخص يعتبر ذا خطورة عالية، بمن فيهم المصابين بسكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة(TIA) ، المعروفة أيضا بالسكتة الطفيفة، أو من يملك عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب أو الأوعية الدموية.

ينصح أيضا بالفحص الاحترافي للاكتئاب لذوي الخطورة العالية. يترافق الاكتئاب عادة مع أمراض الدماغ الوعائية ويسهم في الضعف الإدراكي.

الأسباب والمخاطر:

يجب أن نعرف بدايةً بأن أي حالة تسبب ضررا للأوعية الدموية في أي مكان من الجسم يمكن أن تسبب تغيرات دماغية مرتبطة بالخرف الوعائي. كما في مرض ألزهايمر فإن التقدم في العمر هو عامل الخطورة.

تتزامن عوامل خطورة إضافية للخرف الوعائي مع تلك التي تزيد مخاطر الأمراض القلبية، والسكتات والحالات الأخرى التي تؤثر على الأوعية الدموية. يرتبط العديد من هذه العوامل برفع خطورة الإصابة بالألزهايمر.

قد تنقص هذه الاستراتيجيات التالية من خطر تطوير أمراض القلب أو الأوعية(وبالتالي حماية الدماغ):

• لا تدخن
• اضبط ضغطك الدموي، مستوى السكر والكوليسترول ضمن الطبيعي
• تناول الطعام الصحي، مع حمية متوازنة
• مارس التمارين الرياضية
• الحفاظ على وزن صحي
• قلل استهلاك الكحول

كيف أقلل من أعراض الخرف

العلاج والنتائج:

 

لم توافق إدارة الدواء والغذاء الأمريكية(FDA) على أي دواء خصوصا لعلاج أعراض الخرف الوعائي، لكن يوجد أدلة من التجارب السريرية على الأدوية المرخصة لعلاج أعراض ألزهايمر قد تقدم فائدة متواضعة للأشخاص المصابين بالخرف الوعائي. يعمل العلاج في المقام الأول على منع تفاقم  الخرف الوعائي بمعالجة المرض الأساسي، مثل ارتفاع الضغط الدموي، ارتفاع شحميات الدم، أو داء السكري.

تعد السيطرة على عوامل الخطر  التي قد تزيد احتمالية تضرر المزيد من الأوعية الدماغية استراتيجية علاجية مهمة. يوجد أدلة قوية على أن علاج هذه العوامل قد يحسن النتائج ويساعد على تأجيل أو منع التدهور.

يجب على المرضى التعاون مع أطبائهم لتطوير أفضل خطة علاجية لأعراضهم وظروفهم.

مثل أنواع الخرف الأخرى فإن الخرف الوعائي يقصر العمر الافتراض للشخص.

تشير بعض البيانات إلى أن الذين يصابون بالخرف بعد السكتة الدماغية يعيشون بمعدل ثلاث سنوات.  كحال أعراض السكتة الدماغية الأخرى ، قد تتحسن التغيرات المعرفية(الإدراكية) أحيانًا أثناء التعافي وإعادة التأهيل من المرحلة الحادة للسكتة الدماغية حيث ي تنشأ أوعية دموية جديدة وخلايا دماغية خارج المنطقة المتضررة تلعب أدوارًا جديدة.

المصدر:

• https://www.alz.org/alzheimers-dementia/what-is-dementia/types-of-dementia/vascular-dementia